تراجع
2024

-

ROTH Thierry
Editos

 

تراجع

 

ان المصير المخصص منذ سنوات ل الوظيفة الابوية له عدة عواقب سريرية (ليست بالضرورة مرضية)، من بينها التشرد الذاتي ال لذي يعيشه عدة مرضى. واحدة من الطرق للإجابة على ذلك هي تبني وضعية الضحية. هذه الوضعية ال لتي يدعوا اليها مجتمعنا، لان أي معاناة ليست من هنا فصاعدا الا نتيجة عجز في التطور العصبي، او تحرش، او تعسف، او صدمة.  في كل الحالات فان الشخص لم يعد   مسؤولا عن اي شيء. وهو اذن ليس الا في وضعية المعاق اوفي وضعية الضحية، و ان ذاك فقط يصبح اخيرا معترف به.

 

انه غير مدهش اذا ان يندد اليوم بحذة  بالتحليل النفسي ل انه يجعل في صدر عمله  مسؤولية “الفاعل”(le sujet) (فاعل اللاشعور مع ذلك)  تقريبا في كل حالة، وكيف ما كانت تغيرات  كل قصة فردية، و ان التحليل النفسي لا زال يعتبران الرغبة والجنسانية معطيات ل الحياة النفسية لا يمكن بثا الاستغناء عنها.

 

ان بعض المحللون النفسانيون يعلنون عن ظهور تحليل نفسي “جديد” عن اقتناع اولانهم مناضلون، او ليظهروا في  احسن حال في نظر المجتمع. وهكذا فانهم يحتضنون التطورات الأخيرة و يشرعون في مطاردة الحدث، الصدمة في كل مكان، خصوصا عند النساء طبعا ل اسباب بنيوية، بحيث ان بعض الكتابات الأخيرة ترتدي حلة  ” قبل فرودية”، ولكنها قد  طورت حسب ذوق الساعة. اننا نعيش عودة “العصبية”(la neurotica ( الفرودية  التي  تخلى عنها فرود ليخترع التحليل النفسي…

 

هل هذه الأفكار لا تخص الا بعض المحللين النفسانيين والذين سيستمرون بعض الوقت قبل ان (يفككوا (خلال مذبحة التقدم (تقدم مزيف بما انه يخون قواعد الكلام و الحديث) ?ان هذا سيكون سهلا للغاية وان التطورات السياسية الساخنة تلاحقنا .و اذا لم نتوصل الى اي حل سلمي، يعني حل يحترم القيود الخاصة بالمتكلم، لسقوط المراجع ولرفض الاخر، فان  توقعات ملمان المظلمة التي تعلن لنا  دائما إمكانية عودة سلطة حقيقية و سلطوية قوية، ل”اصلاح” تدهور الوظيفة  الابوية ، ستتحقق. و في ما يتعلق بتوقعه “عودة العصى”، سنستطيع ان ذاك  الاختيار بين مد الخد  الايسر او الايمن.

تييري روث

Print Friendly, PDF & Email