حفلة الاقران
03 juin 2024

-

GUERRERO Omar
Editos

ان المعطيات السريرية عند الأطفال تدل على بقاء « العصاب » الاسري رغم التغيرات التي تعرفها حقبتنا. وان نفس المسرحية تلعب بالنسبة ل الاطفال المصحوبين بزوجين من الأمهات…او بزوجين من الإباء. و ان المرضى الراشدين لا يدلون هم كذلك بشيء مغاير كما استطاع ان يقول شارل ملمان :الانزعاج او الشعور بالإحباط، او حتى العنف،  سببهم هو  « عدم التماثلla dissymétrie)  (  مع ان هذه معطاة بنيوية.

 

ان العائلات التي تستشير الطبيب النفساني وكذلك الفئات المهنية التي تتكلم عن هذا الموضوع خلال حصص « المراقبة »(controle )   تشعر بنفس الحرج.  وحتى الوزراء، يتحدثون عن هذا الشيء من حين ل اخر.  اننا امام   نفس الصعوبة ل احياء مجال فعلي ل السلطة   حيت لا يكون هناك بثا تا لا استغلال ولا محبة. وبما ان الأول -لحسن الحظ وبالضرورة- ممنوع، فان الثانية تباع احسن ولهاذا تنتشر.

 

اننا نعيش حفل الاقران! وبما اننا قد تخلصنا من الاب الشهواني الأسطوري، ف اننا سنعيش في اخوية، كلنا متساويون. مع ان اورويل، في 1945، قال ان هناك من يكونون اكثر مساواة من الاخرين…وبعبارة أخرى، و وراء هذا الدوران اللفظي، ان الكاتب قد يبين لنا ان المنطق الافقي ليس الا وهما، و ليس له راس.

 

و ان ما يمكن ان نخشى هو بالأحرى :  « يكفي فالوسا »  كما قال يوما لاكان. فالوسا غير موجه، بدون تسجيل رمزي واذن بدون شرعية، ان من سيتسلم القيادة في هذه الحالة سيكون قد استولى عليها بالعنف مع الخطر ان نرجع الى طرق عتيقة ل الرئاسة، طرق تخلط بين الوظيفة والشخص.

 

هل المحللون النفسانيون يحنون الى الماضي، كما يلومهم البعض.هل هم رجعيون يعلنون باحباط:  » ان كل شيء كان احسن من قبل ».  لا شيء من هذا حقيقي. بفعل ملاحظاتهم   السريرية كل يوم فانهم لا يستطيعون ان يكونوا ساذجين او متعجرفين الى حد ان يعتبروا انفسهم ملقحين : فهم يدركون انهم يعومون مع الاخرين  في نفس المجتمع، وان هذا الاخير مدعوم بخطاب منحرف -الخطاب الراسمالي-ا لذي يهددهم ويجذبهم في نفس الوقت (خذوا  مثلا فائض القيمة ،انه يجلس في  مائداتنا ويوجد على شاشاتنا، حتى تكون له قيمة.)وما هي حين ذاك عاقبته على « التحويل »le transfert : :عدم الحب.

 

ان مجال الحصة la séanceو ربما كذلك مجال التعليم لا زالت أماكن نادرة يدعى فيها الشخص الى ان يكون راشدا، واذن جديا. وان هذا ليس ممكنا، وقد فهمتم ما اعني ، الا اذا كان عدم التماثلla dissymetrie  بنيوي. وان هذا لا يمكن بالضرورة ان يأتي اليوم عن طريق الابوية لان هذه الأخيرة  مهزومة والكل يندد بها.

 

عمر جيريرو

 

Print Friendly, PDF & Email